في رأي هوايتهد فالدين عقلاني، ويتمتع بالفكر المستنير. في المرحلة الأولى من تطور الأديان، مرحلة المجتمعات القبلية، تلعب الشعائر والأساطير أدوارًا جامعة وموحدة لأفراد المجتمع. وقد يحدث خلط بين الدين والأساطير، لكن سرعان ما يختفي لأن التطور الإنساني يسير نحو العقلنة، وهي تتمثل في الثلاثة أديان الكبرى. وبناءًا على نظريته نحاول الإجابة على أسئلة مثل: كيف تطور الدين عبر التاريخ؟ من أين ومتى بدأ الوعي البشري بفكرة الإله ورسالته المتمثلة في الدين؟ ما هو مفهوم الروح في الدين؟ وهل هذا هو الحق؟ أم أن النقد الموجّه له قادر على دحضه؟
في رأي هوايتهد فالدين عقلاني، ويتمتع بالفكر المستنير. في المرحلة الأولى من تطور الأديان -مرحلة المجتمعات القبلية -تلعب الشعائر والأساطير أدوارًا جامعة وموحدة لأفراد المجتمع. وقد يحدث خلط بين الدين والأساطير، لكن سرعان ما يختفي لأن التطور الإنساني يسير نحو العقلنة، وهي تتمثل في الثلاثة أديان الكبرى. لقد تمددت ديانات القبائل الغربية إلى حدود العقلنة، ويبدو ذلك في نهايات الدولة الرومانية مثلًا. أما الرؤى العالمية للدين فهي: المفهوم الشرق آسيوي، والمفهوم السامي، والمفهوم التجسيمي.
يعاني المفهوم السامي للإله من أمرين: يظل مفهومه خارج العقلانية، ولا يمكن البرهنة على وجوده. فالمسيحية/اليهودية تبقي الله خارج مدارك العقول. لكن المسيحية اتخذت مسارًا ليبراليًا لجعلها بدون أشواك: هناك سهولة كبيرة في التفكير اللاهوتي، بينما الفيزياء الحديثة لا تشعرنا بالبساطة في العالم.
قد يتوهم العلم أنه يستطيع الاستغناء عن الميتافيزيقا. أما الدين فلا يستطيع ذلك لأنه يمثل الرغبة العميقة للروح. وفي التعالق بين الميتافيزيقي والحقيقي هناك ثلاثة عناصر:
1- الحيوية التي تكسب العالم طبيعته.
2- الأشياء المثالية الغير حقيقية، ولكنها تجد نظيرتها في الحقيقي.
3- الحقيقة الغير زمانية: الله.
هوايتد رجل الفيزياء والرياضيات، مفتون بالبوذية، وتماهي الكون مع الذات العليا التي تسود النظام ولا تصنعه. يرى في المسيحية عبقرية لتطورها تجاه الخير. إن الله عند هوايتهد ليس هو العالم كما تقول الرؤية الشرق آسيوية. لكنه هو قيمة العالم ومعناه.
إن موقف الإنسان من الدين دائم التغير، وهي المفارقة بين الدين والحقائق العلمية. فخلال التاريخ لم يشكك أحد في مقولة 2+2=4. بينما نجد أنفسنا في أعلى درجات التشكك فيما يخص الدين، حتى وإن كان هناك اتفاق على تعريفه. ولهذا السبب، فالدين يعتبر واقعة تاريخية مرتبطة بزمانها ومكانها.
إذا نظرنا إلى العلاقة بين الدين والحساب، فإننا لا نرى نفس المقاييس. فالإنسان المتدين يستخدم الحساب، فالحساب جزء من طبيعتنا قطعًا. ولكن لا أحد من خلال جدول الضرب يعتبر وجوده الإنساني مسوَّغًا. هذا التسويغ هو أساس الإيمان. وهذه هي الحقيقة الدينية العليا، التي تطهر الداخل الإنساني، وتطور أخلاقنا. فالإيمان إذن واقعة داخلية فردية، ثم بعد ذلك واقعة خارجية، تتصل بالآخرين. والحياة الدينية التي يصنعها الفرد في وحدته، تمر في تطورها بثلاث مراحل: العبور من الله إلى الفراغ فإلى الله. ومن الله إلى عدو الله. ومن العدو إلى الله الرفيق. والذي لا يمر بالوحدة لم يكن متدينًا أبدًا.
يتمظهر الدين خلال أربعة أبعاد: شعائر منظمة، أشكال منضبطة من المشاعر، تعابير محددة عن الإيمان، عقلنة. وتنتظم تلك التمظهرات في منظومة متناسقة. وقد ظهرت تلك التمظهرات بشكل مرحلي تبعًا لترتيبها السابق ذكره.
تعود الشعائر إلى المراحل البشرية المبكرة. وهي الأفعال التي ليست لها أهمية في بقاء الوجود الفيزيقي للإنسان. لكنها تشعره بالراحة والسرور. كرفوف العصافير المرتفعة نحو السماء. وهكذا ومع الوقت، ارتبطت الأحاسيس بالشعائر، وأصبح أداؤها مستحبًا، وتحول البشر إلى فناني طقوس.
والمشاعر/الشعائر ليست ضمانًا جيد لاستمرار العقائد، بل ينبغي أن تتصل بالعقل. بالنسبة إلى الإنسان البدائي، فالكون شديد الغموض. لذا في البداية لا تتوفر الشروط التي تشكل تعقلًا متماسكًا، ويكون الاستناد على المشاعر ممكنًا.
يمكن للدين أن يكون مصدرًا للتقدم وسمو الذات الإنسانية، لكن ليس من الضروري أن يكون كذلك. فعندما يكون الدين عبارة عن إيمان غير قابل للنقد فإنه لا يحقق تلك الفرضية. إنها مرحلة الشعائر المُرضية والإيمان المُرضي، دون دوافع حقيقية للاتجاه إلى أعلى.
وبينما تحمل المراحل الأولى النزعة الروحية، تحمل المرحلة النهائية سمة العقلنة. وعندما تتناسى ديانة معاصرة هذه الحكمة؛ فإنها تعود إلى البربرية البدائية.
يمثل العهد القديم والعهد الجديد الشاهد الأوضح على دخول العقلانية في الدين. في تلك البقعة التي تمتد بين دجلة والنيل، ثار الأنبياء الاحتجاجيون والمنذرون من اليهود، ثم ظهر رجل يصحبه اثنا عشر من الحواريين. اصطدم النذير بمعارضة وطنية جماعية. ثم ظهر بعده رجل آخر تسلم دعوته المختلفة عن الصيغة الأولى للبشارة، وقادها إلى الخلود.
يتجلى المقام الخاص للدين في موقعه بين الميتافيزيقا التجريدية، والمبادئ المحددة. فالدين يدَّعي لنفسه شمولية مطلقة. أي أنه نظام يمكن اللجوء إليه في كل الأحوال. وبذلك فإن الدين ينطلق من الخاص، ويمد نفسه إلى العام والشامل.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان